شرطة "يوروبول": الجماعات المتطرفة تستهدف الأطفال من خلال الإنترنت
شرطة "يوروبول": الجماعات المتطرفة تستهدف الأطفال من خلال الإنترنت
كشفت وكالة الشرطة الأوروبية "يوروبول" في تقرير جديد أن أعمار منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا آخذة في التناقص بشكل مقلق، حيث أظهر التقرير أن واحداً من كل ثلاثة إرهابيين كان عمره 20 عاماً أو أقل خلال عام 2024، فيما كان أصغر المتهمين يبلغ من العمر 12 عاماً فقط.
وأكد التقرير الذي نُشر من لاهاي، الثلاثاء، أن المجتمعات الدينية المتطرفة عبر الإنترنت أصبحت تستخدم المنصات الرقمية في نشر مشاهد العنف المفرط، وابتزاز الضحايا، وتطبيع الكراهية، بل وتجنيد صغار السن لارتكاب أعمال إرهابية وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وأوضحت "يوروبول" أن الشرائح العمرية المستهدفة تراوح بين 8 و17 عاماً، وهي الفئة التي ترى فيها الجماعات الإرهابية "فرائس سهلة"، نتيجة الهشاشة النفسية، والعزلة الاجتماعية، والاعتماد على العالم الرقمي.
تحذيرات من الذكاء الاصطناعي
أشارت الوكالة إلى أن التطرف لم يعد مقتصراً على الرسائل الدعائية التقليدية، بل باتت الجماعات المتطرفة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع لإنتاج محتوى دعائي وتحريضي يحضّ على العنف والكراهية.
وقالت كاثرين دي بول، مديرة يوروبول، إن "الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية تركّز على استهداف الفئات الأضعف، بما يشمل أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو يعانون العزلة الرقمية والاجتماعية".
من جانبه، دعا مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، ماجنوس برونر، إلى يقظة مضاعفة، مؤكداً أن "خطر تطرف الأطفال عبر الإنترنت أصبح تهديداً حقيقياً للأمن الأوروبي".
التوترات تغذي الإرهاب
رأى التقرير أن التطرف يجد أرضاً خصبة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، مشيراً إلى تأثير حرب غزة، والصراع في أوكرانيا، والاضطرابات في سوريا على تغذية السرديات المتطرفة لدى بعض الفئات.
كما نوّه التقرير إلى أن الجماعات المتطرفة، سواء اليمينية أو الدينية المتشددة، تستغل هذه الأزمات لتجنيد الأتباع، خصوصاً بين الشباب وصغار السن، مستفيدة من حالة الغضب أو الارتباك السياسي لدى الجيل الرقمي الجديد.
58 هجوماً إرهابياً
أفادت "يوروبول" بأن 14 دولة أوروبية أبلغت عن 58 هجوماً إرهابياً خلال عام 2024، بينها 34 هجوماً تم تنفيذه بالفعل، في حين تم إحباط البقية قبل التنفيذ، وأسفرت العمليات الأمنية عن توقيف 449 مشتبهاً به خلال العام ذاته.
تُعد "يوروبول" الجهة المسؤولة عن تنسيق التعاون الأمني بين دول الاتحاد الأوروبي في مجالات الجريمة المنظمة والإرهاب. وتركّز تقاريرها السنوية على تتبّع اتجاهات التهديدات الأمنية، مع التركيز هذا العام على تزايد ارتباط التكنولوجيا الحديثة بالتطرف، وتحول الفضاء الرقمي إلى ساحة جديدة للجماعات الإرهابية، مع تصاعد التهديدات المحلية والتأثيرات الخارجية للنزاعات الدولية.